وتسببت ازمة الكهرباء في قطاع غزة وانقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 18 ساعة يومياُ في تكبد المزارع قزعاط خسائر في بعض المحاصيل الزراعية لعدم قدرته على توفير مياه كافية للمزروعات، حيث توقف عن زراعة أكثر من خمسين دونماً، أي نصف الأرض تقريباً. وليتمكن من ري المساحة المتبقية كان عليه أن ينتظر قدوم الكهرباء حتى منتصف الليل، وأحياناً يضطر لاستئجار ماتور كهربائي بقيمة 500 شيكل لليوم الواحد كي يقوم بري ارضه لتفادي الخسائر الكبيرة، بالإضافة أنه أصبح يزرع القمح والشعير في فصل الشتاء فقط بسبب ازمة المياه.
علم المزارع قزعاط بمشروع "استخدام الخلايا الشمسية في تشغيل ابار المياه الزراعية ونظام ضخ المياه" الذي ينفذه مركز تطوير بالشراكة مع جمعية النخيل الفلسطينية للتنمية والتطوير وذلك من خلال أصدقائه الذين شاهدوا الاعلان عن المشروع على صفحات التواصل الاجتماعي، ومن أحد إخوته الذي قرأ الإعلان على لوحة الإعلانات في أحد المساجد. قام قزعاط بتجهيز الأوراق المطلوبة وقدم طلب استفادة من المشروع، حيث كان طلبه مستوفي للشروط والمعايير وتم تنفيذ زيارة ميدانية للتأكد من صحة البيانات والمعلومات الواردة في طلبه من قبل لجنة مشكلة من مركز تطوير وجمعية النخيل وعضو لجنة محلية. تبع ذلك زيارة اخرى للاستشاري الفني للمشروع لتحديد زاويا الشمس وجدول الكميات المطلوب لتركيب النظام الشمسي.
وخلال اجتماع مركز تطوير وجمعية النخيل مع وزرارة الزراعة لمراجعة القوائم المرشحة من قبل الوزارة، تم اخذ الموافقة على طلب المزارع قزعاط. من جانبه، ابدى قزعاط تعاوناً كبيراً حيث شارك في حفر الأماكن اللازمة لقواعد الخلايا الشمسية عند بداية تركيب نظام الطاقة الشمسية للبئر من قبل المقاول ويعمل هذا النظام من الساعة التاسعة صباحاً حتى الخامسة عصراً.
نتيجةً لذلك، قرر المزارع قزعاط واخوته إعادة زراعة أرضهم كاملة وإعادة توزيع الفائض من المياه للمزارعين وللبيوت المجاورة لهم للتخفيف من حدة نقص المياه بسب انقطاع التيار الكهربائي. كما انعكس ذلك إيجابيا على الوضع الاقتصادي للمزارع قزعاط وإخوته، حيث تمكنوا من توفير ثمن فاتورة الكهرباء التي كانت تقدر شهرياً بمتوسط 1500 شيكل بالإضافة إلى استمرارهم في زراعة الأرض دون أي مشاكل في ظل ازمة الكهرباء بقطاع غزة.